تحليل الكعب للاطفال حديثي الولادة

تقضي كل امرأة شهور حملها في انتظار لحظة الولادة ورؤية طفلها أو طفلتها في أتم الصحة والسلامة؛ وبالتالي؛ عند ولادة الطفل لا بُد من إجراء مجموعة من الاختبارات والفحوصات الطبية له من أجل التأكد من أنه سليم ومعافى وليس مصابًا بأي اضطرابات صحية تؤثر على معدل النمو والتطور خلال سنوات عمره فيما بعد، ومن أهم هذه الاختبارات هو اختبار فحص كعب القدم لحديثي الولادة.

اختبارات فحص الكعب

يُعتبر فحص الكعب من الاختبارات الطبية الهامة جدًا واللازمة والتي لا بُد لأن يخضع لها كل مولود جديد في أول أسبوع من عمره، ويُذكر أن اختبارات فحص الكعب تتم عبر وزارة الصحة ومن خلال المكاتب الخاصة بها والمنتشرة في كل المدن والمحافظات، حيث يتم أخذ عينة دم صغيرة جدًا من كعب الطفل عبر أنابيب الاختبار الدقيقة التي تعمل بالخاصية الشَعرية، ومن ثم وضع العينة على أوراق خاصة وإرسالها إلى مختبرات الوزارة لفحصها بشكل كامل ودقيق.

ومن اللازم والضروري جدًا أن يتم إجراء هذا الاختبار بداية من اليوم الثالث وحتى اليوم السابع من ولادة الطفل دون تأخير، ويجب أن يتم أخذ العينة بواسطة متخصص ووضعها على ورق الترشيح المخصص لها فورًا قبل إرسالها إلى مختبرات الفحص.

أهمية فحص الكعب لحديثي الولادة

يُساعد فحص الكعب في التنبؤ بإصابة الأطفال حديثي الولادة بعدد كبير من الأمراض، مثل:

  • اكتشاف قصور الغدة الدرقية من خلال قياس نسبة الهرمون المحفز للغدة وهو TSH، لأن هذا الهرمون هو المسؤول عن تحفيز الغدة الدرقية من أجل إفراز هرمون الثيروكسين الذي يعمل على تكوين الجهاز العصبي وإتمام العديد من العمليات الحيوية الهامة في جسم الطفل في سنوات عمره الأولى، وبالتالي؛ عند اكتشاف وجود زيادة في هرمون الـ TSH؛ يكون هناك خمول في نشاط الغدة الدرقية ونقص في إفراز هرمون الثيروكسين والعكس صحيح، وهنا يكون الطفل في حاجة إلى العلاج.
  • ومن خلال فحص الكعب أيضًا يمكن التثبت من الإصابة بأنيميا الدم المنجلية بشكل مبكر.
  • ويتم كذلك عبر هذا الفحص قياس نسبة بعض الإنزيمات التي تعكس مدى قدرة جسم الطفل على حرق الدهون وتحويلها إلى قدر من الطاقة.
  • ويُمكن من خلال فحص الكعبين التثبت من الإصابة بالتليف الكيسي وعن أي اضطرابات صحية بالجهاز الهضمي.

معنى نتيجة فحص الكعب لحديثي الولادة

بعد إجراء الاختبار؛ تكون كل نتيجة من نتائج التحليل ذات مدلول مختلف على النحو التالي:

  • النتيجة السلبية: تعني أن الطفل سليم ومعافى ونسبة هرمون الغدة الدرقية لديه في المستوى الطبيعي ولا يحتاج إلى علاجات أخرى .
  • النتيجة الإيجابية: أما النتيجة الإيجابية؛ فهي تعني أن الطفل بالفعل مُصاب بخلل في نسبة هرمونات الغدة الدرقية، ويحتاج إلى العلاج، وهنا سوف يقوم الطبيب بطلب المزيد من الاختبارات والفحوصات الطبية للطفل قبل وصف العلاج.

أما إذا كانت النتيجة سلبية في حين أن أحد أفراد الأسرة أو العائلة يُعاني من قصور في الغدة الدرقية أو زيادة نشاط أو أي اضطراب بها؛ فهنا يجب القيام بإعادة الاختبار مرة ثانية للطفل بعد مدة زمنية قصيرة جدًا للتأكد بشكل كامل وتام من أنه لا يُعاني من اضطراب بالغدة.

طريقة جمع عينة فحص الكعب

هناك بعض الشروط التي لا بُد من أخذها في الاعتبار عند جمع العينة الخاصة بفحص الكعب:

  • يجب أن يتم الحصول على العينة من الطفل بداية من اليوم الثالث من الولادة وحتى اليوم السابع دون أي تأخير يُلحق الضرر بالطفل.
  • كما يجب أن يكون هناك درجة عالية من الدقة والحرص عند أخذ العينة من كعب الطفل، حتى لا تتعرض خلايا الدم إلى التكسير والتحلل؛ وبالتالي يكون هناك خطأ في نتيجة التحليل.
  • يتم وضع العينة فورًا على أوراق الترشيح المخصصة لإجراء الاختبار وإرسالها بشكل سريع إلى مختبرات وزارة الصحة.

أضرار عدم إجراء فحص الكعب

من المؤسف أن الكثير من الأمهات والآباء يخشون من إجراء هذا الاختبار؛ في حين أن إجراؤه أمر هام وجدًا؛ لأن إهمال حالة الطفل الصحية وخصوصًا حالة الغدة الدرقية لديه قد يؤدي إلى:

  • يتعرض الطفل إلى تأخر وتأثير سلبي تمامًا على معدل النمو العقلي والعصبي والإدراكي إذا كان مُصابًا بخلل في نشاط الغدة الدرقية، ولم يحصل على العلاج.
  • التأثير سلبيًا على معدل نمو العضلات والأنسجة بالجسم.
  • يُعاني الطفل من انخفاض ملحوظ في معدل الحركة والنشاط.
  • يتعرض إلى الإصابة بالإمساك المزمن طوال عمره.
  • كما قد يفقد القدرة على التجاوب مع الأشخاص المحيطين به في سنوات عمره الأولى.

أهم فحوصات حديثي الولادة

وإلى جانب فحص الكعب؛ يوجد مجموعة من الفحوصات الأخرى أيضًا التي يتم إجراؤها للطفل بعد الولادة، مثل:

  • فحص القلب للطفل

ومن خلال هذا الاختبار يتم التأكد من انتظام نبضات قلب الطفل وعدم وجود أي عيوب خلقية أو تكوينية أو ثقب بالقلب عبر جهاز خاص معروف باسم جهاز التأكسج النبضي، وفي حالة التثبت من أي حالة مرضية يتم توجيه أهل الطفل إلى الخطة العلاجية الصحيحة فورًا.

  • فحص السمع للطفل

وهنا يتم الكشف ما إذا كان هناك ضعف في حاسية سمع الطفل أم لا من خلال وضع جهاز صغير على رأس الطفل أو عند الأذن من أجل إصدار ذبذبات مباشرة إلى أذن الطفل وملاحظة مدى استجابة الطفل لهذه الأصوات.

وبالتالي؛ حتى تضمن كل أم ويضمن كل أب الصحة التامة والمعافاة لأبنائهم؛ يجب الاهتمام منذ الولادة بإجراء الفحوصات اللازمة لهم والتي تُساعدهم على تجنب عدد كبير من الاضطرابات الصحية سواء الجسدية أو الذهنية طوال سنوات حياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *