في اليوم الثلاثاء، شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب عالميًا، حيث تجاوزت قيمتها حاجز الـ 1950 دولار للأوقية، وهذا الارتفاع لم يأتِ بلا سبب، بل تزامن مع تراجع قيمة الدولار وانخفاض عائدات سندات الخزانة الأمريكية، لكن ما الذي يقف وراء هذه الزيادة؟ وهل نحن على موعد مع تحقيق مكاسب إضافية؟
أحد العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب هو تراجع قيمة الدولار الأمريكي، فقد شهد الدولار تراجعًا بنسبة 0.11%، مما جعل الذهب يظهر كأصل آمن وجذاب أمام المستثمرين، إضافة إلى ذلك، تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية، مما يشير إلى تراجع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي ويعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
تزامن ارتفاع أسعار الذهب مع انتظار صدور بيانات مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالي والبيانات الخاصة بالوظائف الأمريكية الحاسمة، هذه البيانات يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في توقعات السياسة النقدية، حيث إذا تشير إلى زيادة في معدلات التضخم، فقد يكون هناك ضغوط لرفع أسعار الفائدة، وهذا بدوره قد يزيد من جاذبية الذهب كاستثمار يحمي من تأثيرات رفع الفائدة.
من المتوقع أن يبقى الذهب في مركز الاهتمام خلال الفترة المقبلة. وبالنسبة لتوقعات الذهب، يرى الخبير “بارت ميليك” أن قوة سوق العمل وزيادة معدلات التوظيف والأجور قد تضع ضغوطًا إضافية على معدلات التضخم، هذا بدوره قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة، مما قد يؤثر سلبًا على أداء الأسهم والأصول الأخرى ويجعل الذهب اختيارًا جذابًا.
وفقًا لتحليلات “سي إن بي سي”، قد يشهد الذهب تراجعًا إلى مستوى 1900 دولار للأوقية في حال استمرت المؤشرات الاقتصادية بالقوة الحالية، وفي حال تفاقمت الظروف، يمكن أن يصل الذهب إلى مستوى 1840 دولارًا للأوقية، هذا يشير إلى وجود تقلبات محتملة في الأسعار قد توفر فرصًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستفادة من تلك الحركات.
فيما يتعلق بآخر التطورات، أشارت تقارير صندوق “SPDR Gold Trust”، أكبر صندوق متداول في العالم والمدعوم بالذهب، إلى أن ممتلكاته قد ارتفعت بنسبة 0.3٪ إلى 886.64 طن متري يوم الاثنين، وهذا يشير إلى استمرار اهتمام المستثمرين بالذهب كأحد الأصول الجذابة في ظل التوقعات المتغيرة للاقتصاد العالمي.