لقد أدلى المتخصص في الشأن التشريعي والنيابي، في تقرير حديث بعنوان “الإيجار القديم يواصل إثارة الجدل”، قضية استثنائية تصدت لها محكمة النقض فيما يتعلق بقانون الإيجار القديم، ويتمثل هذا الأمر في قرار المالك بطرد ساكنة بعد وفاة زوجها، الذي امتدت الإقامة في الشقة عنه من خلال العقد الأصلي، وكان لديه زوجة سابقة توفيت واستمر العقد عنها أيضًا، وقضت المحاكم الأولية بطرد الزوجة الثانية من الشقة، ولكن محكمة النقض ألغت هذا الحكم وجعلتها مستمرة في الإقامة بناءً على حكم المحكمة الدستورية العليا بشأن امتداد عقد الإيجار، لذا دعونا نلقي نظرة مفصلة على هذه الواقعة ونستعرض التفاصيل بالتفصيل:
قانون الإيجار القديم هو قانون ينظم علاقة المستأجرين والمالكين للعقارات التي يمتد عقدها لفترة طويلة، ويهدف إلى حماية حقوق المستأجرين وتنظيم العلاقة بينهم وبين المالكين، ويحدد القانون حقوق وواجبات كل طرف وينص على ضوابط للزيادة في قيمة الإيجار وشروط إنهاء العقد.
ويكفل قانون الإيجار القديم حقوق المستأجرين، مثل الاستمرار في الإقامة في العقار وعدم تعرضهم للطرد إلا بعد إجراءات قانونية مناسبة، وومن ناحية المالكين، يتيح القانون لهم استلام مبالغ إيجار مناسبة وتعديلها بناءً على الزيادة في تكلفة المعيشة وقيمة العقار.
وفي هذه الواقعة الفريدة، قام المالك بطلب طرد الزوجة الثانية بعد وفاة زوجها، الذي استمرت إقامتها في الشقة بناءً على العقد الأصلي الذي كان ممتداً عن زوجته الأولى المتوفاة، وعلى الرغم من قرار المحاكم الأولية بطرد الزوجة الثانية، قامت محكمة النقض بإلغاء هذا الحكم وأكدت استمرار إقامتها في الشقة وفقًا لحكم المحكمة الدستورية العليا.
وقضية امتداد عقد الإيجار هي قضية أساسية في القانون العقاري، وتحظى بعناية خاصة من قبل المحاكم. قامت المحكمة الدستورية العليا بإصدار حكم يسمح بامتداد العقد في حالات معينة، مثل وجود زوجة سابقة متوفاة تستمر في الإقامة وفقًا للعقد الأصلي، وتقوم المحاكم بتطبيق هذا الحكم وضمان استمرارية الإقامة في مثل هذه الحالات.
توصلت المحاكم في هذه الواقعة الفريدة إلى حكم يلغي طرد الزوجة الثانية ويسمح لها بالاستمرار في الإقامة بناءً على حكم المحكمة الدستورية العليا، ويبرز هذا القرار أهمية قوانين الإيجار القديم وحماية حقوق المستأجرين والتوازن بين حقوقهم وحقوق المالكين.